الإخوان وأمجد خالد: صناعة الإرهاب ثم التبرؤ

أمجد خالد عسكري وضيع، ضعيف النفس، بلا وازع وطني أو ديني، يلهث وراء المال. استقطبه الإخوان المسلمون، رقّوه ودعموه، ومكّنوه من رتبة عليا ومنصب قائد لواء. وفّروا له كل مقومات الانحراف، وقادوه إلى طريق الإجرام والإرهاب. وفّروا له الدعم المالي والعسكري والإعلامي، وخططوا له، استخدموه وفجّروا به عدن. قادوه لاغتيال خصومهم، لاغتيال الأمن في عدن، واستماتوا في الدفاع عنه بهالة إعلامية يمتلكها الإخوان داخليًا وخارجيًا. حتى عناصره الإرهابيين مثل علاء الربحة ومجموعة كبيرة من عناصره، شكلوا لهم تنظيمًا ظاهره مدني يدّعي المظلومية والنزوح من عدن على غرار واجهة جماعة الإخوان وحزبها حزب الإصلاح. لقد لبس الربحة وغيره من الإرهابيين ملابس رسمية مع ربطات العنق (كرافات)، وحشدوا لذلك الإرهابي قنواتهم الفضائية ووسائل إعلامهم عن بكرة أبيها لتدشين هذا المكون المُكوَّن من عناصر إرهابية تلبس الكرافات أمام الكاميرات وتفجر المفخخات خلف الكواليس. لم تكتفِ جماعة الإخوان باستخدامه لزعزعة عدن والجنوب والنيل منها ومن أبنائها وتصفية خصومهم عبر هذا المنحرف الذي ينفذ لهم مخططاتهم كأي مقاول ينفذ عملًا يستلمه مقابل المال، لكن الفرق أنه ينفذها بالبارود ودماء الأبرياء وتهديد أمن شعب ووطن، وليس بالماء والإسمنت وأعمال البناء. إنها أعمال الهدم التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين، بل ذهبت لتطويره وإعداده لتنفيذ أعمال ومقاولات مشتركة بينها وبين وجه الإرهاب الآخر صديقها الحوثي. لقد مهّد الإخوان للمقاول الإرهابي أمجد خالد، المحكوم عليه بالإعدام بسبب مقاولاته الدامية، مهّدوا له المرور والطريق للوصول والتنقل بين صنعاء وتعز، والهدف عدن وتدميرها وتفجيرها وقتل رجالها. لم يكن بين الحوثيين والإخوان تناغم أو أوجه شبه مشتركة فحسب، بل إن بينهما مقاول اغتيالات مشترك وهدف مشترك وهي الحبيبة عدن. لقد ظل الجنوبيون يقولونها بالفم الملآن: "هذا إرهابي وخطير ويزعزع الأمن ويقتل المواطنين"، حتى قوبلت أصواتهم بالتكذيب والتلميع من قبل الإخوان للدفاع عن المقاول أمجد. سنوات على هذا الحال، والمعتوه أمجد يتنقل بين تعز وصنعاء، ويجلب معه خبراء الحرس الثوري الإيراني، عربًا وفرسًا، إلى تعز، إلى الفيلا التي يقيم فيها في التربة التي وفّرها له الإخوان ومن هناك نفذوا الكثير من الجرائم، استهدفوا التحالف وضباطه، قتلوا وحاولوا اغتيال المحافظ لملس. أما لصاحب صعدة فله ثأر لا ينساه، عند القائد البطل جواس، صاحب أعظم طلقة رصاص. نعم، إنه الذي صوب رصاصة مسدسه في رأس سيد الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي داخل كهفه في صعدة. ومنذ ذلك الحين والحوثيون يبحثون عن وسيلة للنيل من قاتل ربهم وسيدهم العلم، حتى أهداهم الإخوان المقاول أمجد، ونفذ المهمة لتكون عملية مشتركة بين الإخوان والحوثي. اليقظة الأمنية في عدن أطاحت ببعض عناصره، اعترفوا وكشفوا عن حقائق ينكرها الإخوان. حققت النيابة العامة والقضاء، وحكمت المحكمة غيابيًا بإعدامه لثبوت تورطه بعمليات إرهابية. ظل الإخوان في تعز يعاندون ويكذبون، حتى على القضاء. لقد دافعوا عنه دفاعًا مستميتًا، وبعد أن انكشفت الأوراق وبانت الحقائق، ووصل الأمر إلى مستوى الخارج وذهبت الأمور نحو منعطف تحميلهم جريمة قتل الموظف الأممي، أرادوا رميه من قاربهم وتقديمه قربانًا لإنقاذ جماعتهم من الوقوع تحت طائلة تداعيات هذه التهمة. قبضوا عليه، وفي نقاش معه في معسكر الجبولي، وهو القائد العسكري الحديث الذي يحمل فكرًا عقائديًا مؤدلجًا مع جماعة الإخوان، أخبرهم المقاول أمجد أن العمل مشترك وأن الجميع سينفضح "بجلاجل". خاف الجبولي وذهب به إلى المخلافي ومكّنوه من الهرب إلى صنعاء، وظل الربحة وبقية عناصره في تعز وتحت رحمة الإخوان. فاضطر أمجد إلى الظهور بفيديو مهددًا الإصلاح بكشف كل شيء. تدخلت مساعٍ بينهما، وتمكن من إجبارهم على نقل عناصره إلى مناطق الحوثي. لكن الفيديو الذي ظهر به أمجد كشف عن أشياء مشتركة وكبيرة فقط بتلميحة حتى وإن لم يذكرها، وهو الأمر الذي قادهم ليفكروا في أن يتحولوا من جماعة داعمة إلى أبطال اكتشفوا خلية صنعوها بأيديهم، وظهروا بذلك التصريح الجريء في اجتماع رئاسي والذي يمكن أن نسميه اعترافًا بعد نكران ودفاع وإصرار على تكذيب الحقائق لسنوات مضت فيها أرواح أُزهقت. فإلى الجحيم يذهب الإخوان والحوثي وكل الإرهاب. #الاخوان_منبع_الارهاب