إلى نشطاء أبناء عدن التتار يعتدون على حرم حديقة الكمسري

في جامع العيدروس بالشيخ عثمان وبعد أن أدينا فريضة الجمعة (15 نوفمبر، 2019م) ارتفع صوت يناديني: يا أستاذ نجيب يابلي! ولفت بذلك الصوت أنظار كل من كان حولي، وقدم إليّ وعرفته وعرفه غيري بأنه جمال عرب من سكان قسم (C) بالشيخ عثمان (حافة كابتن قيراط)، وأخرج جوال وعرض عليّ صوراً التقطها من أعمال بسط واسعة النطاق شملت حديقة الكمسري في الشيخ عثمان، ورأيت عمارة بنيت على أرض الحديقة والبسط والبناء شمل كل شيء، وهي رسالة واضحة موجهة لعدن وأبنائها بأن هذا المخطط المعادي لعدن المعادي للمدينة يهدف إلى تصفية حسابات مع هذه المدينة لإخراجها من قائمة التنافس؛ لأن هذه المدينة تفردت عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث بثغرها الباسم ثغرها المدر لعمال على نطاق خارج المفاضلة والمقارنة. البسط العشوائي غير الأخلاقي اتسع حتى حدود أو حرمة أرض مطار عدن القروي بخورمكسر، واتسع حتى أصبح يشارف على أرض ميناء المعلا العصبوي، أما آثار ومعالم الطويلة في كريتر فحدث ولا حرج؛ لأن البناء العشوائي أصبح جاراً لصهاريج عدن في مظهر صارخ من مظاهر الانفصام (الشيزوفرينيا)؛ حيث لا اعتراف بالمدينة (أي الحضرية)، ولا اعتراف باتفاق الرياض أو قل إن هذا الاتفاق ما هو إلا شكل من أشكال الضحك على الذقون. يا نشطاء أبناء عدن شكلوا لجنة من الخبراء لتقديم ملف متكامل على آثار العدوان على معالم وآثار عدن ومطار وميناء عدن القرويين، وعلى أرض عدن لمواجهة حاجة الأجيال القادمة، واعتمدوا على إحصائيات وبيانات السكان المحليين لعام 2014م؛ لأن في اعتقادي أن عدن ستصبح عاجزة في القريب العاجل عن تلبية النمو السكاني بحسب الفئات العمرية التي ستبحث عن حاجتها من الأرض في أستراليا أو كندا أو دول اسكندنافيا، ومثل هذا السؤال لا يعني المسؤولين لأن لا أحد منهم ينتمي إلى عدن، ولأن معظم المسؤولين يملكون مساكن فسيحة في دول عربية وغربية. يا نشطاء أبناء عدن! إن الوقت لا يسعفنا والتتار في داخل عدن لا يرحمون السكان بكل فئاتهم العمرية؛ لأن كل شيء عام أصبح خاصاً، حتى مرافق عامة أصبحت تؤجر لمليارديرات جدد وعائد الإيجارات لا يتجه إلى البنك المركزي؛ وإنما إلى جيوب خاصة، ولا يمكن لأحد أن يتهمهم بالتجرد عن الوطنية؛ لأن الوطنية ترتبط بشعوب، أما البشر الذين في هذه البلاد انتماؤهم لقبيلة أو القرية والانتساب للقبيلة أو قوى بكثير من الانتساب للغربة. يا نشطاء أبناء عدن! خاطبوا الرأي العام الدولي سواء الأسرة الدولية من خلال منظمة الأمم المتحدة وكل وكالاتها أو الحكومات وخاصة البريطانية؛ لأنها معنية مباشرة بعدن أكثر من محميات عدن الشرقية ومحميات عدن الغربية. الأوضاع في عدن تتطلب حزماً من الأسرة الدولية، ولابد من استعادة كل ما نهب من الأرض وهدم كل بناء عشوائي، وعلى هؤلاء التتار أن يقفوا أمام أنفسهم وأمام المُثل الدينية، وفي صدارتها "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، و "أن ما قام على باطل فهو باطل".. يا نشطاء أبناء عدن! أقول لكم سارعوا وبادروا من الآن وليس غداً، واسبقوا التتار الذين يسعون إلى ردم البحر العربي على طريق ردم المحيط الهندي، وثقوا أنكم لستم في مواجهة مسلمين.

مقالات الكاتب