التحالف العربي في اليمن..5 سنوات من البناء والحزم

شبوة اليوم - متابعات

انقضت خمسة أعوام على بدء عاصفة الحزم ودعم الشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي، تحققت خلالها انتصارات كبيرة تجسد الدور العظيم للتحالف العربي في نصرة اليمن في مواجهة الميليشيا وعناصر الإرهاب.

وبعد أشهر قليلة على بدء عاصفة الحزم، تولت قوات التحالف العربي قيادة عملية تحرير مدينة عدن التي أعلنت عاصمة مؤقتة، حيث أشرفت على تشكيل النواة الأولى للمقاومة ضد الانقلاب، وتولت تدريب وتأهيل عناصرها وتسليحها، حيث نجحت في طرد ميليشيا الحوثي خلال أيام من المدينة إلى أطراف محافظة لحج.

وبعدها بأقل من شهر تم تحرير محافظة لحج التي توجد بها قاعدة العند العسكرية، أكبر قاعدة في اليمن. وتشرف هذه المحافظة على الشريط الساحلي الذي يمتد من مشارف عدن وحتى ميناء المخا على البحر الأحمر، ما يعني تأمين حركة الملاحة من جنوب باب المندب وحتى خليج عدن.

وبالتزامن مع تحرير لحج، كانت المقاومة اليمنية المسنودة بقوات التحالف تدخل مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين يوم الـ9 من أغسطس عام 2015، وواصلت تقدمها إلى ميناء شقرة على بحر العرب وتحريره وتأمين الطريق الدولي الذي يربط مدينة عدن بالمحافظة ويمتد حتى محافظتي حضرموت والمهرة وصولاً إلى سلطنة عمان.

شهر الانتصارات

ولأن أغسطس 2015 كان شهر الانتصارات، فقد تقدمت القوات اليمنية بإسناد من قوات التحالف نحو محافظة شبوة، وحررت العاصمة عتق والمديريات الواقعة إلى جنوبها، والتي تطل على بحر العرب ويوجد بها أكبر منشأة لتصدير الغاز الطبيعي، ومثل تحرير شبوة تحولاً كبيراً في مسار المعركة نحو المحافظات المجاورة وبالذات حضرموت التي كانت تحت قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي ومحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وفيما كانت القوات اليمنية، بدعم من قوات التحالف، تتولى مطاردة فلول ميليشيا الحوثي في محافظتي أبين وشبوة، كانت الاستعدادات تجري بهمة عالية لتحرير مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وموانئها ومطارها من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث أشرفت قوات التحالف على تدريب وتأهيل الآلاف من أبناء المحافظة ضمن قوات النخبة الحضرمية.

ومع استكمال الاستعدادات انطلقت معركة التحرير في 24 أبريل 2016، حيث اقتحمت القوات المسنودة بالتحالف مدينة المكلا، وسيطرت على منطقة الريان ومطار المدينة، وتقدمت إلى وسطها معلنة إنهاء سيطرة عناصر الإرهاب القاعدي التي استمرت نحو عامين، كما تقدمت هذه القوات نحو ميناء الضبة النفطي شرق المكلا القريب من مديرية الشحر، وأمنته بعد فرار عناصر القاعدة إلى المناطق النائية قبل أن يتم بعد ذلك بفترة تنفيذ أكثر من حملة لتطهير المحافظة من هذه العناصر.

ومع اكتمال تأمين الشريط الساحلي لليمن من الشرق في محافظة المهرة وحتى سواحل محافظة لحج قرب ميناء المخا، بدأت الاستعدادات لتحرير الميناء كمقدمة لتحرير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثي، التي شكل تواجدها في هذه المناطق تهديداً للملاحة الدولية، خاصة أن المخا تقع على مقربة من مضيق باب المندب المهم، والذي يمر من خلاله حوالي 20‎ ‎ % من النفط العالمي.

قطع شريان

وبعد أن تولت قوات التحالف تأهيل وتدريب قوات جديدة تتولى تحرير الساحل الغربي لليمن، تقدمت هذه القوات في مطلع العام 2017 نحو ميناء المخا وخاضت معارك عنيفة مع الميليشيا، وتمكنت في السابع من فبراير من تحرير الميناء وقطعت شرياناً مهماً للميليشيا التي كانت تستخدم سواحل البحر الأحمر، غربي تعز، وصولاً إلى المخا لإمدادات السلاح وتهريبه من الخارج، وأعلنت بذلك بداية تحرير الساحل الغربي.

وفي ديسمبر عام 2017، وبعد استكمال كافة الاستعدادات العسكرية وخطة التقدم نحو مدينة الحديدة، آخر منطقة تسيطر عليها ميليشيا الحوثي في سواحل البحر الأحمر، نفذ هجوم كاسح تم خلاله تحرير مديدة ذوباب التي تشرف على مضيق باب المندب، وتقدمت القوات مسافة أكثر من 140 كيلومتراً حتى وصلت مدينة الخوخة الساحلية، في عملية أربكت حسابات الميليشيا التي تراجعت وتمركزت في مدينة الحديدة.

ومع انتصاف العام 2018 كانت القوات المشتركة تدخل مدينة الحديدة، وتسيطر على المدخل الشرقي للمدينة وتصل إلى مسافة ثلاثة كيلومترات من الميناء، كما تقدمت وحدات أخرى من الجنوب ووصلت إلى قرب المطار الدولي، ضمن خطة عسكرية دقيقة جعلت الميليشيا تفر إلى وسط الأحياء السكنية، وتلغم الشوارع وأرصفة الميناء، وتتدخل الأمم المتحدة وترعى اتفاقاً ينص على انسحاب الميليشيا من المدينة وموانئها وتسليم إدارتها للأمم المتحدة والسلطة المحلية.

وبهذه الانتصارات التي قادتها قوات التحالف العربي تم تحرير وتأمين كافة الشريط الساحلي لليمن من إرهاب ميليشيا الحوثي وتحرير هذه المساحات التي تشكل مع بقية المناطق المحررة ما نسبته 80‎ ‎% من مساحة اليمن.