تقرير : بئر علي في #شبوة منطقة يقتلها العطش والأهالي ارتوو وعود )

تقرير/ صابر السليس

تقع منطقة بئر علي على ساحل البحر العربي في مديرية رضوم بمحافظة شبوة، ويقع فيها ميناء قناء التاريخي، وبالقرب منها يقع أكبر مشروع في الشرق الأوسط (شركة بالحاف للغاز الطبيعي المسال)، وتقع على الخط الدولي الرابط بين عدن وحضرموت بالأضافة إلى مركز محافظة شبوة، ويفوق سكان المنطقة الستة آلاف نسمة، إلا أن كل ذلك ام يشفع لها عند كل السلطات والأنظمة التي تعاقبة في إدارة المحافظة والبلاد، كيف لا وهي تفتقد لأهم ما يعيش عليه الأنسان – الماء. “الماء أساس الحياة” هكذا يُقال، وكانت العرب ترحل إلى حيث توجد منابع المياه، إلا أن أبناء بئر علي لم يرحلوا للبحث عن المياه ولم يتركوا ديارهم لأجل الحصول عليه، فهم صامدين يتجرعون المعاناة، وأبصارهم شاخصة نحو السلطات التي تصرف لهم الوعود التي سرعان ما تذهب أدراج الرياح، وكان آخر تلك الوعود وعد المحافظ بن عديو، رجل التنمية كما يزعم إعلامه، ولكن من كل تلك الوعود ارتوى أهالي بئر علي وقتلهم العطش وحاجتهم إلى مشروع مياه يكفيهم العناء ويوفر عليهم تكاليف شراء المياه. مشروع لم يرى النور المواطن هلال طالب تحدث عن مسقط رأسه بئر علي وعن بعض ما يميزها وتحدث عن المعاناة التي يعانيها الأهالي فقال: تتميز منطقة بئرعلي بتواجد الكثير من الجزر البحرية فيها، مثل جزيرة سخة والحلانية وأغضرين والبراقة، وكذالك يقع فيها ميناء قناء التاريخي، وبحيرة شوران البركانية. وأضاف: يمتهن الكثير من السكان حرفة صيد الأسماك، وتعتبر المنطقة أكثر المناطق في المحافظة إنتاجاً للأسماك، وتغذي أكثر من ثلثين من مدن و قرى محافظة شبوة، وكذالك يتواجد الكثير من تجار الأسماك من محافظات اخرى في اليمن لشراء الأسماك وتصديرها. وقال هلال: ولكن قلة الأهتمام من السلطات المحلية في المحافظة لهذة المنطقة التي تعد تقديراً بكثافة سكانية تقدر حوالي 6000 نسمة، جعلها تفتقر لأهم الخدمات الأساسية ناهيك عن الخدمات المكمّلة، وأهم ما تفتقر له بئر علي مشروع ماء صالح للشرب، وتساءل هلال، أمن المعقول أن تكون منطقة في بلد ما لا توجد فيها مشاريع للمياه؟ وعن المشاريع التي لم ترى النور في بئر علي قال هلال أن هناك كان مشروعين مياه ولكنها لم ترى النور وكان أحداها على حساب فاعل خير تم انشائه في عام 1990م وأستمر المشروع الخيري الأهلي حتى عام 2008، ولكن توسع المنطقة من سكانها وكثرة الوافدين إليها تسبب في نفاذ كمية المياه للمشروع، وأصبح عاجز عن تغطية المنطقة ليتوقف في الأخير ويعلن أغلاقه. واستطرد: بعد أن حطت شركة بالحاف للغاز الطبيعي المسال رحالها بالقرب من المنطقة، عملت بمساعي حثيثة من الأهالي مشروع مياه تحلية بتكلفة 147 مليون ريال يمني وباشراف السلطة المحلية ومياه الريف، ولكن غياب الرقابة والتفتيش أدى الئ إنتاج مشروع مشلول خلقياً كانت سيئ من بداياته، ولكن لايوجد البديل، وأستمرت معاماة أهالي المنطقة البسطاء، حتى دُعِم المشروع من قبل الهلال الأحمر الإمارتي في بدايات العام الماضي، وتمت عملية صيانة أولية للمشروع وأستمر في تقدم نسبي لفترة قصير، إلا أن المعاناة عادت مثل السابق. وناشد هلال طالب بلسان أهالي بئر علي وقال: نناشد كل من اللجان الأهلية وإدارة المشروع وعاقل الحارة والشخصيات الأجتماعية و السلطة المحلية في محافظة شبوة باعتماد مشروع مياه بيرعلي – الخبية، لاسيما وأنه تم مؤخراً أكتشاف مياه سطحية وتم حفر بئر على حساب فاعل خير وجهزها وما تبقي إلا ربط الشبكة الرائيسية وإعادة تاهيل الشبكة الداخلية للمنطقة فقط لاغير. معاناة مستمرة ليس الكل في بئر علي يستطيع شراء مياه الوايتات، جملة بدا بها أحد أهالي بئر علي حديثه، معبر بها على عدم استطاعة بعض الناس على شراء المياه، لكون، الحاجة إلى المياه تكون بشكل يومي وفي ضل هذه الضروف المعيشية الصعبة لا يستطيع كل الأهالي شراء المياه وبأسعار تصل إلى ١٢ الف ريال يمني وزيادة عليها، مما يضطر المواطنين إلى استخدام مياه البحر في الكثير من الإستخدامات كوسيلة للتوفير. وأمر كهذا يثير الأستغراب ويدعي للدهشة، فكيف لمنطقة تحتوي اكثر من ستة آلاف نسمة لا يوجد فيها مشروع المياه؟ وعود لم تُنفذ وشكى المواطنين هناك من مماطلة السلطات وعدم تنفيذ الوعود التي اعطتها لهم، وكان آخر تلك الوعود وعد المحافظ بن عديو في زيارته الأولى لمديرية رضوم حين استقبله أبناء بئر علي رافعين خزانات المياه (الدباب البلاستيكية) معبرين بها عن حاجتهم في توفير حل للمعاناة التي يعانونها، وعدهم حينها بتوفير حل مؤقت عبارة عن بوزتين ماء إلى أن يتم إعادة تأهيل المشاريع، إلا أن المحافظ لم يفي بوعوده، وبعد إلحاح ومتابعة من المواطنين صرف لهم بوزة واحدة لا تتجاوز سعة خزانها أربعة آلاف لتر وهي ليست مقدمة من المحافظة، بل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. وأضاف المواطنوين أن هناك فريق إستكشافي تم انزاله وعمل دراسة للمشروع وذلك بدعم خاص من شخصيات إجتماعية في المنطقة، ولكن لا تجاوب من قبل السلطة المحلية في المحافظة، سوى الإعلان عن توفير الوايتات التي لا تعتبر حلاً جذرياً للمشكلة ومع هذا لا وجود لها في أرض الواقع ولازالت معاناه سكان المنطقة إلى هذه الحظة مستمرة. ويتساء الكثير من أبناء منطقة بئر علي خاصة ومديرية رضوم عامة، هل من المعقول أن المحافظ بن عديو عاجز عن حفر بئر أو غير قادر على تأهيل مشروع المياه في بئر علي؟ أم أن التجاهل والإقصاء والتهميش الذي تتعرض له مديرية رضوم ممنهج ومقصود من محافظ التنمية ومسؤول عجلتها؟