الضالع.. ارض الصمود الجنوبي تحتفي بالذكرى العاشرة لأول انتصار ضد الغزاة

شبوة اليوم /الضالع /محمد ناصر الشعيبي

25 مايو يعتبر رمز الانتصار للكرامة والحرية ، وفي مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، سُطرت ملحمة جنوبية خالدة في تاريخ الصراع مع الميليشيات الحوثية، حين انتفضت الضالع، درع الجنوب، لتكون أول محافظة جنوبية تتحرر من قبضة الانقلابيين، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في معركة وُصفت بأنها "سيدة معارك الجنوب". شكل يوم 25 مايو 2015 نقطة تحول مفصلية في مسار مقاومة المشروع الحوثي، إذ استطاع أبناء الضالع، مسنودين برجال الجنوب الأحرار، دحر المليشيات واستعادة زمام المبادرة، في لحظة تاريخية بدّدت أوهام الهيمنة القادمة من صنعاء، وأرست معالم عهد جديد من النضال الوطني. معركة التحرير لم تكن حدثاً عابراً، بل مثّلت أول انتصار عسكري فعلي ضد الحوثيين في الجنوب، لترتفع الروح المعنوية للمقاومة الشعبية، وتنطلق شرارة الكفاح المسلح لتحرير باقي الأراضي الجنوبية. ومنذ تلك اللحظة، أصبح تاريخ 25 مايو رمزاً وطنياً للصمود والتضحية والكرامة. الذكرى العاشرة لهذا النصر تستحضر أرواح الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون فداءً للجنوب، وتعيد إلى الأذهان صور المقاتلين وهم يتقدمون خطوط النار بكل شجاعة، في معركة خاضتها الضالع نيابة عن الجنوب بأكمله. فقد واجهت المحافظة آنذاك واحدة من أعنف الهجمات، حيث حشدت الميليشيات الحوثية وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح كل ثقلها العسكري بهدف إخضاع المدينة، لكنها اصطدمت بإرادة صلبة وتماسك شعبي منقطع النظير. وشهدت الضالع في تلك المرحلة التفافًا شعبيًا واسعًا، حيث ساندتها مختلف مديريات الجنوب، من عدن إلى شبوة، ومن لحج إلى أبين، في صورة وطنية جسدت وحدة الهدف والمصير. ولولا هذا التكافل وتضحيات المقاتلين لَما تحقّق هذا النصر المبكر. يقول مراقبون إن معركة الضالع لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل حدثًا استراتيجياً أعاد رسم خارطة المواجهة، ورسّخ القناعة لدى الجنوب بأن طريق التحرير لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المقاومة المسلحة والتلاحم الشعبي والسياسي. ومع حلول الذكرى العاشرة، تتجدد مشاعر الفخر والوفاء، ويؤكد أبناء الضالع تمسّكهم بإرث الشهداء، ورفضهم لأي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وتُشكّل هذه المناسبة كذلك فرصة لتأكيد الثوابت الوطنية الجنوبية، والتمسك بالتحرير والاستقلال كخيار استراتيجي لا رجعة عنه. ستظل ذكرى تحرير الضالع عنوانًا للفخر ومصدرًا لإلهام الأجيال القادمة، وشاهدًا حيًا على قدرة الشعوب في فرض إرادتها عندما تمتلك العزيمة والقيادة والهدف.